lundi 21 juillet 2008

الحريم في الجامعة



الحريم في الجامعة

بقلم سلوى الشرفي

المصدر: موقع الأوان




يقول الخبر الذي نشره موقع "الأوان" بتاريخ 26 جوان 2008 وأورده سمير بوعزيز تحت عنوان: إلى الأستاذة الأصوليّة التي طردت طالبة من قاعة الامتحان لأنّ ذراعيها مكشوفان.. : " نشر أحد مواقع الانترنت (تونسنيوز) خبرا أكّده شهود عيان، ومفاده أن أستاذة جامعية بإحدى الكليات التونسية (كلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل) طردت طالبة من قاعة الامتحان لأن ذراعيها مكشوفان. ولم تتمكن الطالبة من اجتياز الاختبار إلا بعد أن وجد لها أحد الأساتذة قميصا ارتدته!"
هذا هو الخبر، أما ما سيرد في القصّة التالية فهو محض خيال. و كل تشابه بينه و بين الخبر المذكور هو محض صدفة، باستثناء قصّة الكفن في نهاية المقال.

أقصى طموحها هو أن تكون ريحانة (شمّ و خبيّ) أو درّة مصونة مكنونة مضغوطة مخنوقة بالقطن، أو أيّ شيء آخر، جمادا كان أم نباتا، سوى إنسانة.

قيل لها تخمّري فامتثلت، ثم جاء أمر القفّاز، فالجوارب السّميكة، فالحذاء الرجالي، فالجلباب الفضفاض و أخيرا النّقاب. هكذا تحفظ الأشياء ثمينة السّعر تحسّبا ليوم حاجة وخوفا من ضربة عين، إذ يبدو أن آية "قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم" غير كافية لصدّ الحسد، و أنّ الأمر الموجّه للنساء بأن لا "يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" متسامح أكثر مما يقتضي منطق البيع و الشراء في الصّحاري.

و تعقّب السعودية عائشة عبد العزيز الحشر في كتابها "خلف أسوار الحرملك" على الغلاة الذين يفرضون أن لا يظهر من المرأة شيء على الإطلاق، قائلة : " و الزّينة لن تظهر بمعزل عن المرأة. أي لن يظهر الخاتم مثلا في صندوق المجوهرات ملقى على قارعة الطريق، بل ستظهر معه الكفّ التي هو زينة فيها بالضرورة. و لن يظهر كحل العين في حقيبة يد المرأة كزينة في عينيها."
و من فرط سخط الكاتبة السعودية على مجتمعها الذي يحرم المرأة من الشمس و الهواء، قفزت على خمسة عشرة قرنا لتسقط على عائشة، زوج الرسول، صفة المناضلة النّسوية بسبب تكذيبها
لحديث : " المرأة و الحمار و الكلب (الأسود تحديدا) يقطعون الصلاة" و حجّتها في ذلك أن الرسول كان يصلّي و هي معترضة بينه و بين القبلة. و الأمر لا يكفي في الواقع لإضفاء صفة الثائرة على عائشة، فهي اكتفت بتكذيب خبر. و لم تكذّب الأخبار المحطة بقيمة المهينة للمرأة التي تعج بها كتب الحديث، و ارتضت مثلا أن تكون النساء ناقصات عقل و أكثر أهل النار.

و الحقيقة أن مغامرة صاحبة الجمل في واقعة الجمل تغريني أكثر للتعسف بدوري على المفاهيم. فلو كانت عائشة في بلدها اليوم لكانت وفّرت على صديقتي السعوديّة وجيهة الحويدر مشقّة الاحتفال بيوم 8 مارس الماضي بالمغامرة بقيادة سيارتها في الطرقات الجانبية للمملكة. و قد وصلتني منها يومها رسالة هاتفية تقول : "هل شاهدتني و أنا أقود السيارة ؟" و هرعت إلى موقع "الديلي موشن" لأشاهد وجيهة. ولم يفهم جلّ من كانوا حولي معنى الرسالة ومعنى تسمّري أمام الشريط المملّ. ولعلهم سيفهمون يوم تحرّم على المرأة عندنا قيادة السيارة، أو يوم تتطوّع بعض الدّرر المكنونة من الحريم بمقاطعة القيادة. و للسيارة في ذاك البلد، الذي استوردنا منه كل معالم الحضارة المذكورة، وظيفة أخرى غير قطع الطرق، فهي تستخدم أيضا لقطع أنفاس النساء. تحكي عائشة في كتابها المذكور، أن العائلات هناك عندما يقررون الخروج إلى النزهة في البريّة، فأول ما يفكرون فيه هو عدد السيارات. ليس ليتأكدوا أنها تكفي الجميع بل ليصنعوا بها سورا حول النساء. و أوردت حكاية إحداهنّ حول الموضوع "كن في نزهة محاطات بالسيارات. و لأن عدد السيارات كثير فقد بقيت سيارة أخي ليس لها مكان في السّور. فظلّ ينظر و يتأكد من سدّ كلّ المنافذ. فقلت له: بقيت هذه الناحية يا أخي... هنا... هنا... " و أشارت بيدها إلى السماء.

و لا أستغرب أن تقاطع ريحانتنا قيادة السيارة كما قاطعت من قبل الشمس و الهواء و إنسانيّتها تحت ضغط تجويق مفتيي تحريم كل بدعة، بما فيها الدّراجة الذين سمّوها بدابّة إبليس، و كذلك ملقط الشّعر الذين حرّموه لحديث "لعن الله النامصة و المتنمصة" و قالوا أنه يخص الحاجبين، في حين أن الحديث لم يحدد أي شعر هو المقصود. ويبدو أنهم لم يجدوا مكانا في جسم المرأة لتحريم نمصه لأن أحاديث أخرى تأمر بإزالة الشعر من الجسد. و برّروا اختيارهم للحاجبين بأنّ تغيير شكلها هو تغيير لخلقة الخالق. و تغاضوا عن أمر تخضيب لحية الرجل بالحناء في حديث:" إن اليهود و النصارى لا يصبغون فخالفوهم" كما تغاضوا عن حلق معظم الرجال اللحية التي دعت السنة إلى إعفائها.
لكن من هي الريحانة التي تجرؤ على التذكير بتحريم يخص الرجل. فهي تباع و هو الشّاري الذي يفرض ذوقه على ما يشتريه ؟

يقول أحد الشيوخ، منصور البهوتي في ما وسّمه بالروض المريع:" و لا يلزم الزوج لزوجته دواء و أجرة طبيب إذا مرضت، لأن ذلك ليس لحاجتها الضرورية المعتادة، و كذلك يلزم ثمن طبيب و حناء و خضاب و نحوه من أراد منها تزيّنا أو قطع رائحة كريهة".

أصبحت الزينة هنا، أي تغيير الخلقة، ضروريّة أكثر من الدواء، بل و حسب نفس "المفكر" فهي ضروريّة أكثر من الكفن. فهو يؤكّد في نفس الكتاب:" فإن لم يكن للميّت مال فكفنه و مؤونة تجهيزه على من تلزم نفقته، لأن ذلك يخصّه حال الحياة فكذا بعد الموت، إلاّ الزّوج لا يلزمه كفن امرأته و لو غنيّا لأن الكسوة وجبت عليه بالزّوجيّة و التمكن من الاستمتاع و قد انقطع ذلك بالموت"
و ما ضرّ الشاة سلخها بعد ذبحها، أليس المهمّ هو أن يدفع الزوج ثمن كفن الحياة حتى لا تظهر من حريمه الحيّة بعد، حتى الزينة الظاهرة ؟

يقول الخبر الذي دارت وقائعه في جامعة تونسية، في شهر ماي 2008 ، أن الأستاذة التي أطردت الطالبة العريانة من قاعة الامتحان ، عادت لتسمح لها بالدّخول بعد أن تطوّع أحدهم بتكفينها بقميص.

7 commentaires:

Anonyme a dit…

je vous remercie Salwa pour tous ce que vous faites pour le pays.

Anonyme a dit…

Madame pourquoi vous ne parlez pas des salopes et des prostituées qui ravagent le pays jour et nuit?
Pourquoi vous niez que ca ne vous dérange pas que votre fille soit harcelée méme par les yeux par ses camarades de classe?
Pourquoi vous niez que ca ne vous dérange pas que votre mari soit enférmé dans un bureau bien clos avec sa collégue qui porte une jupe de quelques centimétres?
je dis ca et je suis contre toutes les formes d'harcélement et de discrimination contre les femmes imposées par les sois-disant "religieux" or ne comprenant rien a la religion.
S'il vous plait comprenez une fois pour toute que l'Islam est beaucoup plus grand que les deux parties contradictoires veulent le décrire en l'occurance de vous les laiques et les fanatiques religieux.
Je dois préter votre attention que la laicité pour laquelle vous vous battez vise la séparation entre la politique et la religion donc par votre article vous avez prouvé et démontré d'une façon indéniable votre haine contre l'islam.

Anonyme a dit…

vive la tunisie laique berrouh beddem nevdik ye tounes a bas l integrisme religieux et les islamiste retrogrades
bravo pour ce blog

1Solo a dit…
Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.
Anonyme a dit…

تقعدوا طول عمركم تحلموا أحلموا أحلموا أحلموا يا جماعة اللانغ فغانساز يا طيارات فى الثقافة واليديولوجيا والبيداغوجيا أحنا التوانسة ما نفهموا منكم حتى شي على خاطرنا أحنا بسطاء نسخفوا وأنتوما متثقفين بغشه بغشه بغشه ننصحكم أمشيوا لباغى فى فغانسا على خاطر غادى الناس يفهموكم موش كى لى زاغاب هونى مصطكين وخليونا أحنا شايخين بجهلنا وديننا وثقافتنا وقنواتنا الخليجية وتقاليدنا وجوامعنا وصوامعنا ومشايخنا وكان تحبوا تقعدواهنا أقعدوا أحلموا أحلموا أحلموا

Anonyme a dit…

إيه محلاهم ها الجماعة المنظرين و هوما يشكرولنا في العلمانية متاع العوالم (جمع عالمة) و زعمة كلفوش رواحهم و حطولنا نظام علماني واحد "محايد" كيف ما يحبوا يكذبوا علينا! زعمة طاطا كلفتشي روحها باش تتكلم عن حرية المرأة في ممارسة حريتها الفكرية و العقائدية: ما نحكيش على هاك اللي تحب تعري زنودها و المناطق المحضورة الأخرى أما نحكي على اللي تحب تغطيهم و يطردوها من المدرسة و الإدارة و الشارع و من البلاد كان لزم الأمر. يعني سنين الله تعدات مات فيها اللي مات و تمرمدوا ميات الألوف من النساء في البلاد و ما تكلمت كان على وحدة بالكشي الله أعلم كان لابسة و إلا غلطت و حسبت اللي المدرسة كيف البيسين. نفاق و ديماغوجيا من بعدهم حتى حد! ما تلقى كان الكذب و التبلعيط. و ناس تموت على الفوتوكوبي و ما عندهم حتى مفهوم للذاتية و للتميز. تي في أمريكا وحدة زنودها عريانة تطرد مالمدرسة و عندهم حاجة اسمها:
code of clothing
في المدارس و فيها القدر الأدنى اللي لازم التلميذ يلبسوا و هو داخل للحرم العلمي. بالطبيعة هاذوماجماعة سلوى و مشتقاتها ما يشوفوا كان الفساد حتى هي البلاد شطرها عهر و أكثرها سكارا في التراكن و ما تسمع كان الكلام الزايد...واو محلاه التقدم عندنا و لازمها تشجع على المزيد! أنا نشعر بالعار كل ما نستدعى أجنبي لتونس عربي رجعي لابس كشطة و إلا غربي قافز و تلقاني نبرول أما اللي فيه طبة عمرها ما تتخبى...
ياراكم مقطوعين منها البلاد!

Anonyme a dit…

أحسن ما يعجبني في هذه الكاتبة أنها من نوع (كاتب ما فهمش حاجة!) ..فهي لا تعرف من الشرع شيئا, بل ولا تحسن العربية التي تكتب بها .. قل إن شئت إنها تحت مستوى (الضعيف) ..
تصور أمر كاتبة تتحدث عن الحديث والفقه, وهي لا تعرف اسم الكتاب الذي تنقل عنه, فتكتب (الروض المريع) بالياء وهو (الروض المربع) ..وشهرته بين من شموا الفقه الحنبلي أشهر من أن تذكر, وهي تظن أنه معاصر, رغم أن الرجل قد توفي منذ مئات السنين!! ثم إن هذه (المثقفة) أو (المسقفة) بلا سقف لا تعرف أن الصواب من الكلام هو (بما فيها الدراجة التي سموها ...) لا ( بما فيها الدّراجة الذين سمّوها بدابّة إبليس), وهي لا تعرف أن الصواب بعد كلمة (قال) وما اشتق منها (إن) لا (أن), ولا تدرك أن لغة العرب لا تعرف فاصلا بين (الواو) والكلمة التي تليها (ربما هي لا تقرأ الكتب المطبوعة؛ لتستبين جهلها), أمّا أنّ هناك من وصف الدراجة بأنها (إبليس) فهذا من تلبيس إبليس عليها, وإلا فلتظهر كلاما غير مرسل يدفع عنها الكذب .. وأما جهلها معنى كلمة (نمص) وكلام أهل اللغة الطويل في الباب فمن غرائب ما يطرق الأسماع .. أما ما أفتى به مشايخ الجزيرة (المسماة على اسم آل تعوس) فهو مذهب لم يوافقهم عليه أحد من أهل العلم, وحجتهم كثرة الفساد في الشوارع لا حرمة السياقة في ذاتها (وهو مذهب ضعيف على كل حال) .. وأما أن النساء أكثر أهل النار, فقد نص أهل العلم أيضا (ابن تيمية في الفتاوى وغيره) أنهن أيضا أكثر أهل الجنة من خلال دلائل السنة نفسها ..) وأمّا أنه لا يلزم الزوج مداواة زوجته من ماله, فهو قول لا يدعمه حديث, وليس حجة على الشرع؛ لأن (قول العالم يحتج له ولا يحتج به) .. أخيرا .. صورة الكاتبة .. و(الأهوال) التي صنعتها بشعرها ووجهها تكفي لكشف (ضآلة دماغها) .. (ذرية بورقيبة!) .. وتربية (عصفور سطح) ..